"حضرموت تجمعنا".. ندوة لإصلاح الوادي احتفاءً بذكرى تأسيس الحزب

[ "حضرموت تجمعنا".. ندوة لإصلاح الوادي احتفاءً بذكرى تأسيس الحزب ]

نظم التجمع اليمني للإصلاح بوادي حضرموت، السبت بمدينة سيئون، ندوة بعنوان "حضرموت تجمعنا " ضمن احياءه للذكرى 32 لتأسيس الإصلاح وأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.

وفي افتتاح افتتاح الندوة، أشار القيادي في إصلاح وادي حضرموت علي خميس صبيح أنً الإصلاح رفع شعار "حضرموت تجمعنا" لتتكاتف الجهود من أجل حضرموت وليكون العمل لها حاضر في حياة كل من يتستطيعه.

ولفت إلى ما يتمتع به الحضارم من السلام والمحبة والود، وتمسكهم بدولة النظام والقانون والمحافظة على مؤسسات الدولة ونبذ العصبيات والخلافات. وفقا لموقع "الصحوة نت" الناطق باسم الحزب

قُدمت الندوة التي حضرها نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة أكرم نصيب العامري، وعضو مجلس الشورى رئيس مرجعية قبائل حضرموت الشيخ عبدالله صالح الكثيري، ثلاث أوراق عمل.

تضمّنت الأولى قدمها الكاتب والباحث مرعي حميد حول "الفاعلية الحضرمية" ، فيما الثانية بعنوان "حضرموت أولا" قدمها عضو المؤتمر الشعبي العام يسر العامري، بينما تناول في الورقة الثالثة عبدالله بن شهاب (نموذج المجتمع الحضرمي في السلم الاجتماعي).

في الورقة الأولى عرّف المفكر والباحث مرعي حميد الفاعلية الحضرمية بأنها "قدرة الحضارم على الإنجاز الإيجابي البنّاء والاستمرار فيه وتجاوز التحديات والصعوبات بكفاءة واقتدار حفاظاً على المكتسبات المشروعة خدمة للصالح العام والخاص بما يتوافق مع الحق والخير والعدل شرعا وعرفا وقانونا وعقلا".

وتطرّق حميد إلى حقائق الفاعلية الحضرمية ومنها الدور الكبير للحضارم في تحقيق الإنجاز النافع داخل حضرموت وفي عموم الجمهورية اليمنية للحضارم ولسائر الناس، وكذا توظيفهم للإمكانيات والقدرات والمواهب والعقليات الراجحة في حقول تطوير محافظتهم إلى جانب إسهاماتهم وبصماتهم خارج حضرموت في الماضي والحاضر، وأكد أنّ الفاعلية الحضرمية إنجاز مستمر لا يعرف توّقف.

وتناول الأستاذ يسر العامري في الورقة الثانية المحطات البارزة في تاريخ حضرموت منذ صدر الإسلام واسهامات الحضارم في نشره في شرق آسيا عبر المعاملة الحسنة صدقاً وأمانة والتاريخ العريق إلى جانب التجارة والإسهام البارز في الفكر والأدب والدعوة والفقه ومختلف الميادين، وصولاً للتاريخ المعاصر لحضرموت الذي يعتقد أنّ أبناءها لا زالوا يمتلكون القدرات والإمكانيات التي تؤهلهم لصنع المعجزات وخدمة وطنهم ومجتمعهم.

ولفت إلى أنّ شعار "حضرموت أولاً " تم رفعه في العام 2018 م ويسعى من خلاله الخيريين من أبناء المحافظة لتحقيقه على أرض الواقع عبر استشعار المسؤولية وخوض التحديات بكل عزيمة وإصرار على تحقيق المستقبل الأفضل والأجمل لحضرموت، والذهاب معاً لتحقيق مستقبل حضرموت في الحد الأدنى "إقليم حضرموت".

وأكد العامري أنّ حضرموت إقليم مستقل بكامل الصلاحيات مطلب حضرمي بحت، ومحل إجماع من كل المكونات الإجتماعية والسياسية، منوهاً بأنّ إقليم حضرموت بكامل الصلاحيات مع تعديل فقرات مسودة الدستور التي تحد من صلاحيات هذا الإقليم هدف سامي ونبيل للحضارم وهو المخرج من التبعية التي عانت منها حضرموت بعد الاستقلال والوحدة.

وشدّد العامري أنّ حضرموت الجوهرة الثمينة بحاجة إلى من يقدرها ويخاف عليها وألا يُفرّط في حاضرها ومستقبلها ، ويتطلّب اليوم إنعاش واستنهاض النخوة الحضرمية والاعتزاز والافتخار بكل ما هو حضرمي دون غرور أو تعصب بل بتواضع وأخلاق حميدة كما عُرف عن الأجداد الحضارم.

ولفت إلى أنّ هناك من يتربّص بحضرموت وأهلها ويغيظهم خروج حضرموت من كل المنعطفات والمنزلقات سالمة غانمة، فيحاولون إشعال الحرائق بدعم خارجي وبأيدٍ حضرمية تحت شعارات ويافطات واهية.

وبيّن أنّ أي خطوة أو مغامرة غير محسوبة ستُكلّف حضرموت الآمنة المستقرة مقارنة ببعض الأماكن ثمناً باهضاً يجعل المخلصين من أبناءها يضربون أخماساً في أسداس.

و تطرّق المُدرّب التنموي عبدالله بن شهاب في ورقته الثالثة إلى مفهوم السلم الإجتماعي الذي يُمثّل لأي مجتمع القاعدة الإجتماعية الأساسية التي ينطلق منها أفراد المجتمعات في بلدان العالم في تأمين تعايشهم الديني والسياسي والاقتصادي والإجتماعي والتعليمي والثقافي، ومن خلاله يتحقق لهم توفير أمنهم واستقرارهم والبحث عن مصادر معيشتهم ومصالحهم المادية.

وأشار إلى انه يُمكن في رحاب السلم الإجتماعي تحقيق التنمية والتقدّم والبناء مع حفاظ الجميع على صون ممتلكاتهم وتبادل منافعهم المشتركة.

وقدّم بن شهاب شرحاً للعقد الإجتماعي والنزاعات التي تعد مظهر للتوتر بين طرفين، موضحاً في هذا السياق إلى نماذج من تاريخ حضرموت، حيث كان لمكونات المجتمع في حضرموت دور ومكانة كبيرة في الحياة الإجتماعية والسياسية في حل قضايا الثأر والخلافات ومعالجتها والقضاء عليها كونها أحد أكثر القضايا تدميراً للسلم الإجتماعي بين الناس، إلى جانب توصّل قادة المجتمع الحضرمي للعديد من اتفاقيات الصلح بين القبائل وكذا بين السلطنتين القعيطية والكثيرية في تلك الفترة.

وتابع بن شهاب: "من ضمن النماذج التي مُمكن أن نتحدث عنها العادات الزراعية وهي بمثابة تشريع لتأمين مسار القطاع الزراعي وتطوره وقد اختصت العادات الزراعية بمناطق حضرموت دون سواها وتُسمّى باسم حواضرها لتمايزها واختلافاتها النسبية في معالجة المشكلات الزراعية، معتبرا هذه العادات الزراعية هي نتاج خبرات تراكمية للسلف الصالح من المزارعين الحضارمة منذ أمد بعيد فترسّخت في الواقع كقواعد وأحكام عُرفية منطقية غير مكتوبة يختص بها أشخاص اكتسبوا مهارة وخبرة في المجال الزراعي ويُلقّب الواحد من أصحاب ذلك الاختصاص (العادة) وهو المختص بالنظر فيما هو محل خلاف واختلاف وينطق بحُكمه حاضر بعد معاينة عين الخلاف وبحُكمه يحسم الخلاف".

واختتمت الندوة التي حضرها عضو مجلس النواب الأستاذ سعيد دومان، وعضو المجلس المحلي بالمحافظة المُهندس محمد أبوبكر حسان، وعدد من الوجهاء والشخصيات الإجتماعية ومقادمة الحويف، بعدد من المُداخلات التي أوصت بالدعوة لميثاق حضرمي لجميع المكونات يتنازل فيه الجميع لمصلحة حضرموت وبناءها وتنميتها وإنشاء مكتبة تضم التاريخ الحضرمي والعمل على نشره في أوساط الشباب في المدراس والجامعات حتي يكون نبراساً لهم في حياتهم ومستقبلهم.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر