شمال غزة.. فلسطينيون يجمعون البقوليات والأرز من بين الرمال والحصى

[ القوات المسلحة الأردنية تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات إلى غزة (Getty) ]

لم يعد أمام الفلسطينيين في قطاع غزة خيار لتوفير الطعام لأطفالهم خلال شهر رمضان إلا جمع البقوليات والأرزّ من بين الرمال والحصى بعد أن تناثرت هذه الحبوب من حمولة طائرة ألقت مساعدات فوق شماليّ القطاع ولكنها سقطت في البحر.
 
ورصدت الأناضول، السبت، قيام مجموعة من الفلسطينيين على شاطئ بحر شماليّ القطاع يجمعون حبوب الأرزّ والعدس والمعكرونة من بين الرمال والحصى وفصلها بواسطة غربال (وعاء من الشبك) صغير.
 
غزة: المجاعة تلوح في الأفق
 
وقال أحد هؤلاء الفلسطينيين إن طائرة ألقت شحنة مساعدات في سماء شماليّ غزة، لكنها سقطت في البحر، ولم نتمكن من الحصول عليها، مضيفاً: "بعض حمولة هذه الطائرة من الأرزّ والعدس والمعكرونة تطايرت وتناثرت قرب الشاطئ، فقررنا جمعها وتنظيفها من الرمال والحصى الصغيرة بواسطة هذا الغربال لنُعدّ طعام إفطارنا اليوم".
 
وتابع: "بعد إخراج الحبوب من الغربال نحصل عليها ممتزجة بالشوائب والحصى الصغيرة، فنفرغها في وعاء وننظفها في عملية تستمر عدة ساعات حتى نحصل بالنهاية على حفنة بحجم كفّ اليد من البقوليات".
 
وبينما يجمع رزق أفراد أسرته، قال الشاب الفلسطيني: "رسالتي للمسلمين والعرب أين نخوة الإسلام؟ بدلاً من إلقاء المساعدات من الطائرات أدخلوها عبر المعابر حتى نحصل عليها بشكل كريم وآمن"، متسائلاً: "ماذا تنتظرون؟ لماذا لا يقف العرب يداً واحدة لمساعدتنا؟".
 
وأشار الشاب الفلسطيني إلى أنه خرج أمس الجمعة، قبل شروق الشمس لجمع المعكرونة المكسرة ليطهو حساءً لأطفاله.
 
من جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، السبت، إن ثلث أطفال شماليّ غزة دون عامين يعانون سوء التغذية الحاد، مؤكدة أن "المجاعة تلوح في الأفق، ولا وقت لتضييعه".
 
وأوضحت الوكالة الأممية على منصة "إكس"، أن "سوء التغذية لدى الأطفال ينتشر بسرعة ويصل إلى مستويات غير مسبوقة في غزة"، مضيفة: "يعاني طفل واحد من بين كل ثلاثة دون سنّ العامين في شمال غزة من سوء التغذية الحاد".
 
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة، ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، وسط شحٍّ شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالى 2.3 مليون، عدد سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
 
وحلّ شهر رمضان هذا العام، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة على قطاع غزة، رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في حقّ الفلسطينيين.
 
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، سبّبت الحرب الإسرائيلية كارثة إنسانية غير مسبوقة ودماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
 

المصدر: الأناضول+ العربي الجديد

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر