ماذا عن رفاق فبراير؟!


اسامه محمود

 قد يستطيع أحدهم، بكثير من الجهد، أن يسوق الأعذار ليقنعنا بتفهم مبررات موقف الرئيس عبدربه منصور هادي ومسؤوليه، من بقايا النظام السابق، تجاه الأحداث الكبرى التي مرّ بها اليمن على مدى أكثر من خمس سنوات، وما زال. وقد يتحجج بالظروف المحيطه والمعطيات المتاحه..
 
لكن ما لا يمكن تفهمه حقاً، هو موقف رفاق الثورة من شباب فبراير..!!
 
الحديث عن ثورة فبراير في الوقت الراهن، ليس حالةً مثالية، ولا مجافاةً للواقع. بل هو واجبٌ وطني ينبغي التذكير به دائماً؛ لا سيما ممن آمن بفبراير التغيير، وشكلت الثورة بداياته، وعُرف بالثورةِ، وتعّرَفَ بها على العالم.
 
وهو هنا مجرد تساؤل مشروع قد يجد طريقه إلى قلب أحدهم، من شركاء الحلم الذي صدحت به أصوات اليمنيين يوماً مِلء ساحات العزة والكرامة. فالثوار الذين أقسموا الأيْمان لحظة إرتقاء إخوانهم الشهداء بأنهم على درب الثورة ماضون؛ والشباب الذين نادوا بالمشروع الوطني الكبير وهتفوا لليمن الجديد؛ مطالبون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بأن يستعيدوا القدرة على الفعل، ولتعلوا أصواتهم من جديد، وليُجبروا العالم على الإصغاء لهم، كما فعلوا في فبراير 2011.
 
 لا يبحث هذا التساؤل عن إجابةٍ، بقدر ما يمثل دعوةً مفتوحة إلى من يهمه الأمر. وهو ليس خاصًا بالرفاق الذين تقلدوا مناصب حكومية هامشية وغير ذات معنى؛ بل يعنينا جميعاً. فالثورة كانت- ولازالت- ثورة شعبية، كنا ندرك حينها أنها البداية فقط، وقد مثَلَ طولُ أمدها فرصةً للتفاعل والتمحيص، ووضع الثورة نفسها، والثوار وأحلامهم، على المحك..
 
نعرف أن الكثير منهم مازال على العهد، وتشهد لهم تضحياتهم، لاسيما ضمن صفوف الجيش الوطني؛ ولكن ماذا عن البقية؟! ما الذي يحدثون به أنفسهم عندما يتذكرون الثورة والساحات والرفاق والهتافات؟! إذا ماخطرت تلك اللحظات ببال أحدهم، ما الذي يجول في خاطره؟! بل هل لازالت الثورة تخطر ببالهم أصلاً؟!
 
إن إثارة مثل هذه التساؤلات من شأنها أن تمثل- إلى جانب عوامل أخرى- فرصة لإعادة تفعيل دور الجزء الأكثر حيوية في المشروع الوطني اليوم. فشباب الثورة هم أرباب الحلم، وهم مسؤولون أمام أنفسهم وبلادهم عن حلمهم الذي نادوا به والتزموا للجميع بتحقيقه. لذلك من حقنا أن نبادر دائماً بالسؤال نفسه عن رفاق حلمنا، وكلنا يقين بأن اليوم الذي سيستعيد فيه الفعل الثوري قدرته على التأثير آتٍ لا محالة.
 
ختامًا؛ ينبغي القول بإن أخطر ما فعلته السعودية بنا، لم يكن تدخلها السلبي في هذه الحرب، وما سبّبه هذا التدخل من تعقيدات؛ ولكن قدرتها على إفراغ المعركة الوطنية من مضمونها، وسعيها الحثيث لتدجين اليمنيين الذين وصلوا إليها، وبالأخص شباب فبراير..!!
 
ذلك، في تقديري، هو الضرر الحقيقي الذي ستصيبنا به السعوديه في مقتل، في حال تحققت رغبتها الكاملة فيما تريد.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر