استقرار ما قبل الانفجار


فكرية شحرة

 يقول بنجامين روزفلت إن "الشعب الذي يختار الاستقرار قبل الحرية سيخسر الاثنين معا".
 
ونحن في اليمن لا وضع مستقر، كما يكون الاستقرار الطبيعي، ولا حرية في أدنى حد ممكن!
 
من يقرأ التاريخ يخرج بحصيلتين هامتين: أننا نكرره؛ وأن الأحداث فيه لا تستقر.
 
طوال ألف عام، أو يزيد، والصراعات في اليمن تشتعل وتهدأ، وجُل صراعاتنا بسبب الإمامة أو ضدها..!! حتى فترات الاستقرار الحاصلة ما تلبث أن تنفجر!!
 
والحال في مناطق الحوثيين، لا يختلف أبدا عن حالات عاشها اليمني بذات الطريقة، لتفرز ثورة من الداخل.. فكل مساندة من الخارج جلبت دمارا آخر.
 
كثيرا ما انتجت الحلول السلمية وضعا مستقر السطح، لكنه يغلي في العمق. فهناك فرق بين الاستقرار بالإكراه وفرضه بالعنف والشدة، وبين الاستقرار الذي يحدث فيه ازدهار وانتاج وأمان؛ والأول مهما طال أمده سينفجر بثورة حقيقية.
 
وكما يقال "صاحب الحاجة معني بالطلب"، وحاجة الناس بلغت أقصاها في انتظار التغيير من الخارج.
 
ولأن أي تغيير ننشده يجب أن يسبقه تغيير سياسي، وهؤلاء الساسة لا خير فيهم، فهم بلاء العهد البائد، وورثوا منه كل فساده وعمالته، فلن يعول عليهم.
 
أملنا في سنن الله في التغيير. فكلما تكاثف اليأس من انسداد الأفق بحل يحقق السلام والحرية، نثق أن الفرج قاب قوسين وأقرب.
 
ليس تعليلا للنفوس بالأماني، بل هي سنن التغيير التي تمضي فينا لا محالة.
فمنذ القدم، ما وصلت أمة أو شعب إلى الدرك الأسفل من سوء الحال، إلا ثار،ت لأن لظى القاع لا يحتمل.
 
الثورة المستحقة؛ من أجل حياة كريمة؛ وإزالة ظلمات الاستبداد والتشظي؛ ونهب البلد..؛ هي الحل.
 
إنها رعب الانظمة المستبدة، والكهنوت الديني الباطل. لذا فهما يحرصا معا على تمييع قضية الوطن وإدخالها في أنفاق مشاورات ومفاوضات تفضي إلى وضع، يبدو مستقرا، يموت فيه الناس ببطء..!
 
يحدثون ثورات مضادة، تسيء لحق الشعوب في الثورة والتغيير. فالثورات المضادة هي عدوة الشعب الفتاكة، لأنها تحدث فوضى وتشظي، موازي لفكرة الكيان الواحد الذي تخلقه الثورات المستحقة.
 
هي ثورات قائمة على مصالح واطماع فردية، تستقي دعمها من الخارج، في تبادل مصالح يضرب بمصلحة الوطن عرض الحائط..!!
 
هي الخطر على الأوطان. أما النداءات العنصرية البائدة، فمردها إلى القبور، كما كانت؛ فليست سوى مومياء يحتفى بظهورها، كشيء ارتبط بالماضي السحيق، ولا حياة للمومياوات كي تتقبلها العقول إلا للتفرجة والتفكه.
 
لقد تغير وعي الناس، على الأقل، ولم تعد تنطلي عليهم خرافات العنصرية بكل أشكالها، لكنهم ما زالوا يتساقطون كالذباب أمام إغراءات العمالة والمصالح الشخصية.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر