منح تم بيعها مقابل 12 ألف دولار.. فضيحة السفارة اليمنية في القاهرة تتكشف ومطالبات بإقالة السفير

[ السفير اليمني في القاهرة "محمد مارم" ]

لم تتوقف فضيحة الفساد للسفارة اليمنية في القاهرة في سبتمبر الماضي عند سرقة المنح الدراسية للطلاب المتفوقين بالثانوية العامة واستبدالهم، بأبناء مسؤولين ودبلوماسيين في السفارة، في عملية سطو على مستقبل الطلاب استفزت اليمنيين وعبروا عن ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي.
 
وعقب انتشار فضيحة الفساد التي كان زعيمها السفير اليمني في القاهرة محمد مارم، وجهت وزارة التعليم العالي بإعادة الطلاب المستبعدين لمقاعدهم الدراسية، غير أن فضيحة الفساد لم تتوقف عند هذا الحد، حيث كشفت مصادر عن بيع تلك المنح الدراسية.
 
ونقل الصحفي فارس الحميري عن مصدر في التعليم العالي "أن قائمة الـ11 الذين استبدلتهم السفارة اليمنية في مصر بمنح الأوائل على أساس أنهم أبناء دبلوماسيين، اتضح أن ثلاثة منهم لا علاقة لآبائهم بالخارجية وبيعت لهم من 12 ألف دولار لكل منحة".
 
وأضاف المصدر "أن الجامعات المصرية رفضت قبول السبعة الطلاب من القائمة، وأن لجنة التحقيق الوزارية ما تزال في القاهرة" وتواصل لجنة التحقيق مهمتها من أجل كشف مزيد من التلاعب في المنح الدراسية من قبل السفير اليمني في القاهرة "محمد  مارم".
 
متفوقون محرمون

وفي سبتمبر الماضي تداول ناشطون وثائق لعملية استبدال منح خمسة طلاب بأبناء دبلوماسيين ومسؤولين مقربين من السفير اليمني في القاهرة، في الوقت الذي أكدت وزارة التعليم العالي ان السفارة اليمنية في القاهرة هي من قامت بإستبدال خمسة من الطلبة الاوائل بأشخاص اخرين من خارج الكشف.
 
وكانت الطالبة "فاطمة" إحدى الضحايا وهي أوائل الجمهورية بمعدل 99,7%  وحصلت على منحة دراسية طب بشري في مصر، لكنها تفاجئت حين وصلت أنه تم استبعادها من المنحة الحكومية، وتم استبدال مقعدها بأحد أبناء صديق السفير اليمني في القاهرة محمد مارم.
 
كما تداول ناشطون وثيقة أخرى بكشف يضم 11 طالب في منح دارسيه على أنههم أبناء دبلوماسيين في السفارة رغم أن نسبهم الدراسية ضعيفة ولا تؤهلهم لدارسة التخصصات التي من المفترض أنهم سيدرسونها، قبل أن تكشف مصادر أن ثلاثة من الأسماء اشتروا المنح الدراسية.
 
وكان نائب وزير التعليم العالي خالد الوصابي قال في حديث سابق لـ "يمن شباب" اتهم السفارة اليمنية في القاهرة بالتدخل بشؤون الملحقية الثقافية في مخالفة لبنود القانون الذي يمنع هذا التدخل، والذي يعتبر الملحقية تابعة لوزارة التعليم العالي فقط، غير ان السفير مارم أصبح يتدخل بشكل غير قانوني.
 
وفي سبتمبر الماضي وجهت وزارة التعليم العالي، الملحقية الثقافية في السفارة اليمنية بالقاهرة، بإعادة استيعاب الخمسة الطلاب الذين كانوا قد استبعدوا من كشوفات منح التبادل الثقافي للطلاب اليمنيين إلى مصر، ونفت مزاعم السفارة اليمنية في القاهرة، التي قالت في بيان لها إن الوزارة قامت بترشيح عدد من الطلبة بأكثر من المقاعد الممنوحة لطلاب اليمن، مبدية استغرابها.
 
وقال الوزارة "إنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية في حال خالفت الملحقية الثقافية توجيه وزارة التعليم العالي بإعادة استيعاب الطلاب".

وفي مطلع أكتوبر الجاري وصولت لجنة من وزارة التعليم العالي إلى العاصمة المصرية القاهرة للتحقيق في تجاوزات السفارة اليمنية بالقاهرة في المنح الدراسية، وتضم الدكتور خالد الوصابي نائب وزير التعليم العالي والدكتورة ضياء من قطاع البعثات، والسفير مروان عبدالله عبدالوهاب مستشار وزير الخارجية"، للتحقيق مع السفير محمد مارم والملحقية الثقافية في تجاوزات بشأن المنح الدراسية.


غضب بوسائل التواصل

لم يتوقف غضب الناشطون والصحفيون اليمنيون على وسائل التواصل عند توجيهات الحكومة باستعادة مقاعد الطلاب الدراسية المسروقة من السفير "مارم"، بل شنوا حملة واسعة تطالب بإقالته ومحاسبة على قضايا الفساد المتهم فيها.
 
وتداول ناشطون صورة للطالبة "فاطمة" وهي مطأطأ رأسها على إحدى الجداران في القاهرة بعد أن تم إبلاغها أنه تم مصادرة منحتها الدراسية، وعلق الصحفي محمد ياسين غاضباً في سلسلة تغريدات " دعونا من أي شيئ لكل من يتابعني ويعني له بعض ما اكتبه شئ ما الوقوف جوار هذه الفتاة ومنحها كتفا تبكي عليه" مضيفاٌ "هي المهمة اللائقة بإنسانيتك إنها الوطنية والانتماء والشرف يجب إنزال العقوبة بهذا (...) الذي قهرها وسلبها الحلم".
 
من جانبه قال الصحفي نبيل الأسيدي – والذي سبق وأن كان اول من نشر وثائق سرق منح الطلاب – "نتمنى من رئاسة الحكومة الكشف عن نتائج التحقيقات فور الانتهاء منها وان لا يكون هذا التوجيه من باب التهدئة فقط كون القضية تهم الرأي العام وتؤكد جدية الحكومة في تصحيح الاختلالات".
 
أما الصحفي غمدان اليوسفي فكتب "اليمنيون أكثر شعب صبور احتمل الرئيس هادي، وفي المقابل لا يجتهد هذا الرجل وطاقمه في رد الجميل حتى من باب "الجمالة" لهذا الشعب" مضيفا "بالعكس كأنه يعاقبهم على طيبتهم، ماذا يعني أن يبقى كل هؤلاء الفاسدين في مناصبهم بعد أن أغرقت الوثائق الكارثية وسائل التواصل".
 
وما زالت قضية الفتاة وزملائها الأربعة الذين حرموا من منحهم المستحقة قضية رأي عام، ويرى صلاح النهمي "أن الانتصار لهم واجب أخلاقي وإنساني، ومرور الأمر دون انصاف لهم وعقاب للص، هو طعنة لكل المتفوقين في بلاد نادرة الفرص، واستكمال لانهيار منظومتنا الأخلاقية".
 
وتابع "تسرق منحة طالبة من أوائل الجمهورية؛ تكسر روحها وتقتل جهود 18 سنة، قلة المروءة وانعدام الحياء. كيف لإنسان أن يرضى بقهر إنسان بهذا الشكل وكيف لإنسان أن يقبل أخذ ما ليس له وكيف يمكن أن يتعايش مع ضميره ويتقبل أن تكون فرصته على حساب حرمان غيره المستحق".


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر