"أحزمة البالطوهات".. معركة الحوثيين الجديدة في صنعاء بطريقة داعشية (تقرير خاص)

[ صورة اثناء احراق "أحزمة البالطوهات" في شارع هائل بصنعاء 18 ديسمبر 2019 ]

"الأحزمة التي ترتديها بعض الفتيات تثير الفتنة ومن أسباب تأخير النصر" تلك شعارات أطلقتها عناصر مسلحة تابعة لجماعة الحوثي الانقلابية أثناء القيام بحملة خلال اليومين الماضيين ضد محلات بيع البالطوهات النسائية في العاصمة صنعاء.
 
وخلال اليومين الماضيين نفذت ميليشيا الحوثي الانقلابية حملة واسعة النطاق بمناطق متفرقة من أمانة العاصمة ضد محلات بيع البالطوهات النسائية بهدف إحراق ربطة الخصر في العبايات النسائية، في حملة تندر عليها الناشطون بوسائل التواصل وأطلقوا عليها "غزوة الأحزمة".
 
وتأتي الحملة التي تشنها الميليشيات الحوثية لإحراق ربطة الخصر، ضمن سلسلة من الأساليب القمعية التي تمارسها ميلشيات الحوثي في مصادرة الحريات الشخصية، حيث وسبق أن نفذت حملة مشابهة ضد ما أسموه "الاختلاط" في المقاهي بصنعاء.
 

التعدي على أملاك المواطنين

وأقدمت ميليشيا الحوثي الانقلابية على اقتحام محلات بيع البالطوهات والعبايات النسائية بشارع هائل وسط العاصمة صنعاء وقامت بمصادرة الأحزمة والقيام بحرقها أمام المحلات، وأثناء ذلك كان المسلحون يهتفون بشعارهم الإيراني المعروف "الموت لأمريكا". لمشاهدة الفيديو اضغط هنا.
 
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بعض الصور والمقاطع التي توثق لحظة اقتحام عناصر الميليشيات الحوثية محلات بيع البالطوهات والعبايات النسائية ومصادرتها معتبرين أنها غير أخلاقية وتثير الفتنة عوضا عن أنها تسببت بتأخير النصر على حد زعمهم.
 
ووثقت كاميرات المحلات التجارية ايضاً عمليات البحث عن "أحزمة البالطوهات" من أجل مصادرتها وحرقها. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا.
 
وشكا ملاك محلات بيع البالطوهات من إجراءات الحوثيين القمعية والتعسفية معتبرين أنها غير قانونية وتساهم في إلحاق أضرار مالية كبيرة بحق ملاك محلات خياطة العبايات النسائية خصوصاً في ظل تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وذلك ينعكس سلباً عليهم.
 


هيكلة المجتمع

وسبق للحوثيين ان نفذوا حملات مشابهة ضمن الانتهاكات التي تمارسها ضد المجتمع والسكان في مناطق سيطرتها، حيث تم منع فنانين مع إحياء حفلات عُرس، واختطاف شباب بسبب قصات شعرهم والاشتباه باحتفالهم بعيد الحب العام الماضي.

وقال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات المحامي توفيق الحميدي "أن الاعتداءات الأخيرة من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية على ملاك محلات بيع البالطوهات والعبايات النسائية يدخل ضمن سياسية الجماعة القائم على التضييق".
 

للمزيد إقرأ أيضاً...
كيف بَذَر الحوثي مفاهيمه الطائفية في المناهج الدراسية؟ (تقرير خاص)


وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن الحوثيون يحاولون هيكلة المجتمع بصورة نمطية تتناسب مع فكرهم كما نشاهد في إيران وغيرها من المجتمعات الاستبدادية التي تخشى من أي تنوع وتحاول تصبيغ المجتمع وفق رؤيتها.
 
وأشار الحميدي "أن ذلك يعد استغلال للدين بصورة بشعة من قبل ميليشيا الحوثي بأنها الحارس لدين الله وأنها الأفهم والأجدر بحماية الأعراض والشرف وغيره".
 

طبيعة داعشية

ويقدم الحوثيون أنفسهم إلى المجتمع بصفتهم الدينية الطائفية، من خلال تسمية انقلابهم على الحكومة الشرعية في سبتمبر من العام 2014، بـ "المسيرة القرآنية" ويتحدثون عن هويتهم الثقافية التي تستند إلى مرجعيات طائفية، تحاول إجبار الناس على تقاليد وسلوكيات واحده.
 
ويقول المحامي الحميدي "أن سلوكيات الحوثيين تكشف عن الطبيعة الداعشية التي تتفق فيها مع الجماعات المتطرفة حيث تتفق تلك الجماعات بالاستهانة بالدماء والاعراض تفجر المنازل ولكنها تقوم بتضخيم الاشياء التافهة خصوصاً المرتبطة في الجانب الديني من أجل أن تظهر للمجتمع بمظهر الحريص".
 
وأضاف في سياق حديثة لـ"يمن شباب نت" أن ذلك يتطلب وقفة جادة من المجتمع لأن الأمر لا يتعلق بالملبس فقط الأمر يتعلق بهيكلة المجتمع وإعادة رسم ملامحه وخطابه وكل شيء حتى الألوان والشعارات وغير ذلك.
 
وأشار "أن هذه الجماعة لا تحترم شيء هي بالنهاية جماعة تمارس دور عصابة ليس إلا، وهذه الجماعة تتشابه مع دول استبدادية مثل الروهينجا في التعامل مع المعارضين ولا تقبل باي تنوع مطلقاً وهي جماعة منفلته من القيم وغير خاضعة لأي اتفاقية المتعلقة بالشرعية الدولية والمواثيق".



سلسلة انتهاكات حوثية

وشنت مليشيا الحوثي الانقلابية، حملة انتهاكات واسعة ضد الطالبات والموظفات في الجامعات والمؤسسات الحكومية، وصلت حد الاختطاف، تحت ذريعة منع الاختلاط، وتعرضت للعديد من طالبات جامعة صنعاء في مداخل الجامعة، ومنعت بعض الطالبات من دخول الجامعة بذريعة عدم الاحتشام.
 
وفي بداية ديسمبر الجاري شنت الميليشيا الانقلابية حملة واسعة بمناطق متفرقة من أمانة العاصمة، وأغلقت عدداً من المقاهي تحت مبررات واهية، منها منع الاختلاط معتبرين ذلك من أسباب "تأخير النصر" حسب زعمهم.
 
وأغلقت الميلشيات في وقت سابق العديد من المقاهي من بينها سمسرة وردة في صنعاء القديمة؛ وقبل بضعة أيام أغلقت بيت المعرفة في حي نواكشط بصنعاء، والذي يضم بداخله مقهى ومكتبة وقاعة للاحتفالات وذلك بذريعة منع الاختلاط، وذلك في إطار التضييق على الحريات وقمع المواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
 
وعمدت الميليشيات إلى التضييق على المواطنين بمناطق سيطرتها تحت مسميات عديدة والتي من أبرزها محاربة ومنع الاختلاط خصوصاً في الأماكن العامة والجامعات الحكومية وسط صمت من قبل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والحريات العامة.
 
 
سخافة الميلشيات
 
واعتبر حقوقيون وصحفيون على وسائل التواصل الاجتماعي أن حملة الحوثيين تنطوي ضمن سلوكيات الجماعة المنغلقة على ذاتها، والتي لا ترى كمية الأوجاع التي خلفتها حروبهم، والموت الذي حملوه معهم واختطف أرواح الآلاف من الأبرياء، وحالات الفقر والمجاعة التي تعيشيها البلاد. لكنهم ما زلوا عالقين في حزامات البالطوهات.
 
وعبرت الناشطة الحقوقية "هدى الصراري" عبر حسابها في تويتر عن سخريتها "أن جماعة الحوثي تقيم حملة على محلات العبايات في صنعاء، لأنها اكتشفت مؤخرا ان سبب ابتلاء اليمن وقتل الابرياء والفقر والمرض سببه احزمة العبايات النسائية لله في خلقه شؤون".
 
من جانبه قال الصحفي غمدان اليوسفي: "لا شيء أكثر سخفا في العالم من أن تقتل الآلاف وتشردهم وتميت البقية جوعا وتحاصر المدن والطرقات وتدمر بلدا بالكامل، ثم فقط تهزمك ربطة عباية نسائية".
 
وأضاف -في تغريدة على حسابة في موقع تويتر- "التفكير الإرهابي من تفجير المسجد إلى تفجير خصر المرأة سيفجر رؤوسكم ذات يوم مهما اعتقدتم أنه بعيدا".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر