تعز.. كارثة بيئية تهدد "وادي أديم" من مدينة "التربة" (تقرير خاص + صور + وثائق)

[ تعز.. كارثة بيئية تهدد وادي أديم من مدينة التربة ]

 ناشد أبناء منطقة "وادي أديم" بمديرية الشمايتين، غرب محافظة تعز، كل من: محافظ المحافظة نبيل شمسان، ومدير المديرية عبدالعزيز الشيباني، والمنظمات الدولية، سرعة التدخل لأنقاذ حياتهم من كارثة بيئية بدأت تفتك بهم وتهدد حياتهم.
 
وأكد الأهالي في المناشدة، التي اطلع "يمن شباب نت" على نسخة منها، أن مياه الشرب التابعة لمنطقتهم اختلطت بمياه الصرف الصحي (المجاري) القادمة من مدينة التربة وتصب في أراضيهم ومزارعهم.
 
وأكد مراسل "يمن شباب نت" الذي نزل إلى المنطقة وأطلع على عينة من مياه الشرب الملوثة، أنها اختلطت بالمجاري فعلا، وتغير لونها إلى البني الداكن، وأصبحت غير صالحة للشرب، وزاد من تلوثها حدوث إنهيارات صخرية بشكل مستمر بفعل تشبع الارض بمياه المجاري.
 
والتقط مراسل "يمن شباب نت" صورا خاصة من المنطقة، تؤكد أختلاط مياه الشرب بتصريفات مياه المجاري القادمة من مدينة التربة، وأخرى للانهيارات الصخرية وتضرر مزارع المواطنين منها.
 



مشكلة قديمة متفاقمة

وترجع هذه القضية إلى الثمانينات منذ بدأت كارثة تصريف مياه المجاري من مدينة التربة المرتفعة إلى منطقة وادي أديم الواقعة أسفل منها من الجهة الغربية.
 
وسبق أن رفع أهالي المنطقة شكاوى عديدة بالكارثة منذ بدايتها، إلا أنها لم تحل حتى الأن، ما جعلها تتفاقم أكثر، وأصبحت اليوم تشكل تهديدا خطيرا على حياة ومزارع ومساكن المواطنيين.
 


ومؤخرا، خصوصا مع تفشي العديد من الأمراض البيئية بين أبناء المنطقة، وحدوث تساقطت صخرية من الجبل المطل على المنطقة بسبب تلك المجاري، جدد الأهالي شكواهم برسالة الى المجلس المحلي بالمديرية، وعلى ضوئها قام مدير عام المديرية ورئيس مجلسها المحلي، عبد العزيز الشيباني، بتشكيل لجنة من كل من الأمين عام، ورئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي بالمديرية، للنزول الميداني الى المنطقة ومعاينة الأضرار.
 
ومطلع الشهر الجاري، رفعت اللجنة الميدانية تقريرها بنتائج النزول، طالبت فيه رئيس المجلس المحلي ومدير عام المديرية بسرعة التدخل لانقاذ سكان عزلة "وادي أديم"، الذين لم يجدوا مياها بديلة للشرب فلجاؤا إلى استخدام  طرق وقاية غير مضمونة النتائج، كالغلي والتعقيم.
 

تحذيرات ومطالب بحلول عاجلة
 


وأكدت اللجنة في تقريرها، الذي حصل "يمن شباب نت" على نسخة منه، أنها شاهدت "العديد من مياه الصرف الصحي (المجاري)، تصب من أشراف مدينة التربة، وتنحدر بعضها إلى أسفل الأشراف، وتتجمع ببرك راكدة، وتتغلغل في الصخور، وبعضها تذهب إلى طريق السيارات، والبعض منها يذهب للأسفل إلى منطقة وادي أديم".
 
 وأضافت "شاهدنا وجود عين ماء تنبع منه المياه من الجبل، بجانب طريق السيارات المؤدي إلى أسفل وادي أدي، وتتجمع في حوض صغير ومنه تمتد أنابيب توصيل المياه إلى منازل المواطنيين في وادي أديم لاستخدامها للشرب، وهي المصدر الرئيسي والوحيد للأهالي لمياه الشرب، وتختلط مياه الصرف الصحي (المجاري) بمياه الشرب والعيون"
 
كما أكدت أيضا على وصول مياه المجاري إلى جوار منازل المواطنين في قرية أديم، وكذا تشربها بالصخور والجبال التي أصبحت آيلة للسقوط، بل نوهت اللجنة إلى أن بعضها قد تساقط فعلا بسبب تجمع بعض خطوط تصريفات مياه المجاري في الجبل.
 


وفي استنتاجها، أشارت اللجنة إلى أنه تبين لها مما سبق "أن إنصباب مياه المجاري إلى وادي أديم، قد نتج عنه أضرارا جسيمة، ومنها تلوث مياه الشرب الجوفية والنابعة، مما تسبب باضرار صحية بين الأهالي، كما أن الأراضي الزراعية قد تضررت، وكذلك منازل المواطنيين".
 
وحذرت من أن "استمرار الحال على ذلك، قد يتسبب بكارثة بيئية، مما يستوجب القيام بحلول عاجلة لتلك المجاري".
 
وعليه، أوصت اللجنة بتشكيل فريق فني ومهني من جميع الجهات المعنية والمختصة بذلك، لعمل حلول عاجلة وسريعة، حتى لا تشكل تلك الأضرار كارثة بيئتية ومجتمعية.."
 
وبدأت نذر الكارثة البيئية بظهور مؤشراتها بين مواطني وادي أديم، من خلال تفشي أمراض الملاريا، والكوليرا، وحمى الضنك، والفشل الكلوي..
 







مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر