إجراءات وقائية مشددة وحظر للتجوال.. كيف تستعد حضرموت لمواجهة فيروس "كورونا"؟ (تقرير خاص)

[ شاب متطوع يلصق منشورات توعوية بفيروس "كورونا" في حضرموت ]

تتوسع جائحة فيروس كورونا (كوفيد19) حول العالم، حيث تجاوزت الإصابات أكثر من 750 ألف حالة، وتوفي أكثر من 36 ألف إنسان معظمهم في أوروبا، وما زالت اليمن حتى لحظة كتابة التقرير، خالية من حالات الإصابة بحسب منظمة الصحة العالمية.
 
في اليمن اتخذت الحكومة الشرعية سلسلة من الإجراءات لمنع تفشي الفيروس، وعملت السلطات المحلية في كل محافظة إجراءاتها الخاصة، ومنها حضرموت والتي تعد أكبر المحافظات من حيث المساحة، وتمتلك منافذ برية وجوية مهمة، عملت على اتخاذ إجراءات احترازية لمنع الوباء.
 
وأمس الأحد بدأت الأجهزة الأمنية بمدينة تريم في حضرموت فرض حظر التجوال كإجراء احترازي لمواجهة كورونا، عقب اجتماع طارئ ضم قيادات عسكرية وأمنية، وعقال الحارات، أسفر عن تدشين حظر التجوال، على أن يبدأ من الساعة الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحاً.

وتم اتخاذ وقف كافة الأنشطة والفعاليات الرياضية للأندية والفرق الشعبية الرياضية بالمدينة ومساندة السلطة المحلية بتوعية المواطنين من خلال الفرق التطوعية، وحثت السلطات المواطنين بضرورة وقف حفلات الأعراس النسائية والرجالية، ومنع التجمعات داخل البيوت تحت أي مسمى، وفي حال المخالفة ستتخذ الإجراءات ضد المخالفين.


إجراءات وقائية
 
سارعت السلطات بحضرموت إلى اتخاذ إجراءات وقائية، من أجل حماية المواطنين من فيروس "كورونا"، وأعلنت حالة الاستنفار القصوى، ودعت كافة المواطنين إلى التزام منازلهم، وعدم مغادرتها إلاّ للضرورة القصوى، ولأمر طارئ، مشدداً وعدم نزول العوائل إلى السواحل أو المتنزهات خلال هذه الفترة الاحترازية".
 
ووجه المحافظ البحسني، وقادة الأجهزة والمؤسسات العسكرية والأمنية بالمحافظة، "بمنع دخول القات، احترازاً من واتخاذ الاجراءات الصارمة تجاه المخالفين"، وأقرت لجنة الطوارئ اجراءات في ذات الخصوص تخفيض طاقم العمل للموظفين الاداريين لجميع وحدات الخدمة العامة بما لا يقل عن نسبة 25 % من القوى الوظيفية الإدارية.
 
وأكدت اللجنة على "تكثيف التوعية بوسائل الاعلام المختلفة والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي ونشر النصائح والارشادات الصحية، وتعميق الثقافة بين أفراد المجتمع بضرورة غسل اليدين بشكل مستمر للمساهمة في رفع الوعي المجتمعي.
 
وقال الدكتور غازي باشامخة ـ متحدث صحة وادي وصحراء حضرموت – "منذ الوهلة الأولى لظهور الوباء في الصين، في ديسمبر من العام 2019م، تم عقد اجتماع ضم إدارة الترصد الوبائي، وعدد من المكاتب ذات الصلة والمسؤولين الحكوميين"
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن السلطة المحلية كان لها دور بارز من خلال متابعة وتذليل الصعاب لمكتب الصحة بالوادي، والمكاتب ذات العلاقة في إدارة مطار سيئون، وميناء الوديعة البري، و إدارة السياحة، وعملنا خطة استراتيجية احترازية لمواجهة الوباء في حالة وصوله".


استعدادات طبية وإجراءات مشددة
 
نظراً لغياب الإمكانيات لمواجهة هذا الوباء، في المحافظة بشكل خاص، واليمن عموماً، أعلن محافظ حضرموت عن اعتزام المملكة العربية السعودية تقديم مساعدات طبية عاجلة، لمواجهة وباء انتشار "كورونا".
 
وقال البحسني:"إن هناك مساعدات سعودية عاجلة بمبلغ 400 ألف دولار، لمواجهة الوباء، مشيراً إلى أن تلك المساعدات هي عبارة عن أجهزة فحص ومعدات طبية ولقاحات ومعقمات ومنظفات ومضادات وعلاجات مختلفة".
 
وقال عصام الكثيري - وكيل محافظة حضرموت ورئيس لجنة الطوارئ - "أقمنا المحاجر الصحية، وهي بمثابة إجراءات أولية حفاظاً على أرواح الناس من الفيروس، حيث تم تأسيس محجرين، يتسعان لـ 222 مريض".
 
وأشار باشامخة: "تم تشكيل فريقين طبيين في مطار سيئون، والآخر في ميناء الوديعة البري، من أجل فحص القادمين من الخارج، وتزويدهم بالمعدات وأجهزة الفحص المقدمة من وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية".
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن الإجراءات التي يعملها الفريق الطبي للقادمين عبر المنافذ للتأكد من سلامتهم، تبدأ بأخذ قياس درجة الحرارة وسؤالهم عن العلامات والأعراض للمرض وكم الفترة الزمنية منذ مغادرة البلد الموبوء، وعدد من الأسئلة الأخرى التي يتم تعبئتها في استمارات.
 
وتابع "هناك تدقيق على القادمين من بلدان بعينها بشكل خاص، منها الصين، وإيطاليا، وإيران، ومصر وبعض دول الخليج، مثل الامارات والبحرين والكويت، لأن المرض منتشر فيها".
 
وأوضح باشامخة "يختلف عدد الوافدين من الخارج، من يوم إلى آخر حسب رحلات الطيران والحافلات، وغالبية الوافدين هم من أصول يمنية، بالإضافة إلى بعض الأجانب وعددهم قليل جداً" لافتاً أن المسافرين لا يدفعوا أي أموالاً مقابل الفحص، بل تقدم الخدمة لهم مجاناً.


التوعية المجتمعة والمبادرات الشبابية

خلال هذه الأحداث سارع وعاظ وأئمة المساجد بوادي حضرموت لعقد اجتماع، من أجل زيادة فاعلية دورهم للتوعية بأسباب الإصابة بفيروس كورونا وكيفية تجنبها، وقال مراد صبيح - مدير عام الأوقاف بحضرموت - " ان الإجراءات التي اتخذت أن تستمر الجمعة مع الاكتفاء بالواجب من أركانها لنحو 15 دقيقة، وكذا استمرار المساجد مع ضابط فتح المساجد قبل الأذان بدقائق واغلاقها فور الانتهاء من أداء الصلاة".
 
وأضاف: "تم يقاف كافة التجمعات الأخرى من حلقات تحفيظ ومحاضرات ودروس وكذا التجمعات الدينية بمختلف أنواعها، والاهتمام بنظافة المساجد وتعقيمها بمشاركة السكان الملتقيات الشبابية التطوعية".
 
"صالح هندوان" - عضو بمبادرة شبابية - انطلقت بمدينة سيئون عاصمة الوادي، للتوعية بمخاطر فيروس "كورونا"، وتشمل مناطق عملها مديريات الوادي والصحراء، وتهدف لتوعية الناس بالحذر من هذا الفيروس، والتقيد بإرشادات الوقاية والحماية.
 
قال صالح لـ"يمن شباب نت" "بدأنا في المبادرة، بعد أن سمح لنا السلطة المحلية، وسهلت لنا الاجراءات في بعض الادارات الخاصة، وقمنا بعمل تصاميم توعوية، وتسجل مقاطع صوتية توعوية، وتنفيذ نزول ميداني توعوي للمواطنين ومنشورات ولافتات على الجدران".
 
وطالب من الجهات المعنية تشجيع  المبادرات الشبابية التطوعية، وتوفير الدعم لها وتذليل الصعاب والمعوقات التي تواجهها، وأيضاً توفير وسائل الوقاية وتوزيعها على المواطنين في المديريات، لأن التوعية ستكون حائط الصد بمواجهة الوباء إن وصل إلى البلاد.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر