"تغيير للمناهج وقمع للحريات المجتمعية".. الحوثيون يكثفون حملتهم الأيديولوجية باليمن على حساب افقار اليمنيين (ترجمة)

قالت مجلة أمريكية "أن الحوثيون ينخرطون في صراع أيديولوجي لإعادة تأسيس الإمامة الزيدية في اليمن، حتى لو كان ذلك يعني إفقار اليمنيين".


وأضافت مجلة «Inside Arabia» في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت" -، كثف الحوثيون من حملتهم الوحشية ضد الحريات التعليمية والمجتمعية في اليمن في أغسطس / آب، بما في ذلك تغيير المناهج الدراسية لتمجيد الإمام الهادي يحيى، رأس الإمامة في البلاد، والتي حكمت شمال اليمن من عام 897 حتى عام 1962.


وأشارت "أن ذلك يأتي ذلك أهداف أوسع للحوثيين تتمثل في فرض تفسيرهم الصارم للزيدية، فرع من الإسلام الشيعي، من أجل إحياء الإمامة الزيدية التاريخية في اليمن".


وتأتي هذه التغييرات في أعقاب إجراءات صارمة أخرى فرضت على المدنيين اليمنيين.  حيث أصدر الحوثيون في يونيو/ حزيران قانون ضرائب "تفضيلي" يمنح 20٪ من دخل وعائدات اليمنيين لعشيرة بني هاشم.
 

للمزيد إقرأ..
كيف بَذَر الحوثي مفاهيمه الطائفية في المناهج الدراسية؟ (تقرير خاص)


لقد سعت جماعة الحوثي منذ سنوات إلى تغيير المجتمع اليمني عبر تحويله إلى المذهب الزيدي الذي تتبناه هذه الجماعة.  وقال نبيل البكيري، الباحث اليمني المقيم في إسطنبول، لمجلة Inside Arabia: "اعتقادهم_ الحوثيين _ الأساسي هو أنه لا يجوز لأحد أن يحكم سواهم".


أنشأ الحوثيون سجنًا مفتوحًا لمنتقدي نظامهم، حيث نفذوا أساليب تعذيب وحشية ضد المعارضين، في حين أن أجزاء من أراضيهم باتت تشبه المجمعات العسكرية في حربهم ضد الحكومة المعترف بها دوليًا والقوات السعودية. كما استخدم الفصيل معظم الجنود الأطفال في حرب اليمن المستمرة منذ خمس سنوات، وهو متهم بالتستر على أعداد كبيرة من حالات الإصابة بفيروس كورونا، وذلك لضمان استمرار قدراتهم على التجنيد.


وفي حين أن هناك تركيزًا أكبر على هذه الانتهاكات، غالبًا ما يتم التغاضي عن تلاعب الحوثيين بالأيديولوجية الزيدية للسيطرة على المجتمع، على الرغم من أن ذلك يؤدي إلى المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، وهذا جزء أساسي من رغباتهم في تشكيل نظام صارم يتمتع فيه قادة الحوثيين بالسلطة المطلقة.


وأضاف البكيري "يسعى الحوثيون إلى تكرار الإمامة الزيدية مع بعض التعديلات اليوم، مقتبسة من التجربة الإيرانية، ليبقى اليمن جمهورية، لكن جمهورية إسلامية مثل إيران، يكون عبد الملك الحوثي هو مرشدها العام وحاكمها الحقيقي".
 


محاولة الحوثيين فرض وجهات نظرهم

وبحسب أحد سكان العاصمة اليمنية صنعاء، فإن الحوثيين أسسوا مدارس ومؤسسات جديدة في صعدة لنشر أيديولوجيتهم بين الطلاب الشباب والمجتمع بشكل عام طوال فترة توسعهم، مع تعزيز الفكر الإيديولوجي الإيراني.


وقال فؤاد راجح، الباحث اليمني، لموقع Inside Arabia. "يستخدم الحوثيون اليوم القنوات التلفزيونية والإذاعية وجميع أشكال الإعلام، بينما [ينظمون] المدارس والمساجد والمناسبات الاجتماعية، وحتى استبدال مدراء المدارس والكليات ورؤساءها بمؤيديهم، كل ذلك لفرض أيديولوجيتهم في المناطق التي تحت سيطرتهم".


وقال راجح: "إنهم يغيرون المناطق الواقعة تحت سيطرتهم تمامًا من يمن يتجه نحو مستقبل ديمقراطي ومزدهر إلى دولة دينية متشددة تقدم مثال إيران [على دولة ثيوقراطية ثورية]".


في معقل الحوثيين في صعدة، أدخلت الجماعة في فبراير 2020 في المدارس مقاطع فيديو يومية لمحاضرات يلقيها حسين الحوثي شقيق الزعيم عبد الملك الحوثي.  وبحسب بعض أولياء أمور الطلاب، فإن الحوثيين استخدموا هذه المحاضرات "كمحاولة [لتحويل الأطفال إلى] أتباع، وإلقائهم في معاركهم وفقًا لتوجيهات زعيم الحوثيين [لإشباع رغباته] في السيطرة على اليمنيين وحكمهم".


يعود استخدام المدارس كمحاور للتجنيد إلى حروب صعدة، حيث أرسل الحوثيون عشرات الآلاف من الشباب إلى المعسكرات الصيفية والبرامج الاجتماعية أو التعليمية لتلقينهم عقيدة الانخراط في المعارك، وفي الآونة الأخيرة، قاموا بتمجيد حلفائهم في هذه البرامج، ولا سيما إيران، مما يشير إلى تحول الحوثيين نحو طهران.


وقال أحد سكان صنعاء إن الحوثيين يريدون أيضا جعل الجيل القادم جاهلا وغير متعلم، ليسهل السيطرة على السكان.  وأضاف بأنهم فرضوا ضرائب باهظة على المدارس الخاصة، مما جعل التعليم الأفضل أصعب. 
 


معركة مع الثقافة اليمنية

في غضون ذلك، يعمل الحوثيون على تدمير التقاليد الثقافية اليمنية، لا سيما تلك التي تتعارض مع قيم الفصيل الحوثي. 
 

إنهم يغلقون المتاجر لأنها تبيع الملابس والفساتين المخالفة لمعتقداتهم، أو يحرقون بضائعها.  كما اعتقلوا الشباب بسبب قصات شعرهم التي تنتهك تعاليمهم. 
 

في مارس الماضي، شن الحوثيون "حملة أخلاقية" أخرى، حيث أغلقوا مقاهي مختلفة في صنعاء، واقتحمت ميليشياتهم مقهىً خاصاً بالنساء وطالبت بإغلاقه.
 

"شيماء محمد" - صاحبة مقهى-، أعلنت في منشور على فيسبوك إغلاق المقهى، وقالت "إن رجال مسلحون ملأوا الشارع، ووجهوا الشتائم إلى النساء أثناء مغادرتهن".
 

وعلى الرغم من أن اليمن قد احترم في السابق الحريات الفردية وكذلك الأنشطة الترفيهية والثقافية الأخرى، إلا أن الحوثيين يحاولون تقويض قيم المجتمع اليمني. كما سعوا إلى محو التراث الثقافي التاريخي لليمن خلال توسعهم، وقد أفرغ الفصيل الحوثي المتاحف من قرون مختلفة أو حتى من قطع أثرية عمرها آلاف السنين، كما يصف السكان المحليون قصف الحوثيين متحفا في تعز بأنه ينم عن عدم احترام التراث اليمني.


وأضاف راجح أنه مع تعمد الفصيل إفقار اليمنيين، "من المهم أيضًا إخبار العالم بأن أحد الأهداف الرئيسية لقادة الحوثيين هو الثراء.  حيث كل قادة الحوثيين لديهم اليوم شركات وسيارات فاخرة واستثمارات ضخمة". 
 

لذلك، دفعت أنماط الحياة المترفة هذه بالعديد من اليمنيين والمراقبين إلى الاعتقاد بأن الحوثيين يستخدمون عقيدتهم فقط كوسيلة للسيطرة على المجتمع ووقف معارضة قادة الحوثيين.
 

وفي حين يركز الحوثيون حاليًا على صراعهم المستعر في محافظة مأرب منذ يناير الماضي، وهو محاربة القوات المحلية والحكومية، فمن الواضح أن صراع الحوثيين هو صراع أيديولوجي وليس سياسيًا فقط، إنها معركة تهدد حريات اليمن وأساليب عيشه. 
 

على الرغم من أنه من الأهمية بمكان معالجة مشاركة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في حرب اليمن، الا أنه يجب على المجتمع الدولي أن يدرك طبيعة الحوثيين الحقيقية، بدلاً من رؤية الحرب من خلال عدسة سياسية فقط، وذلك من أجل جلب نظام أكثر عدالة لليمنيين. 


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر