أمين الوائلي.. جنرال يمني قاتَلَ سرطانين في وطن واحد (بروفايل)

[ اللواء الركن أمين الوائلي قائد المنطقة السادسة ]

كان العام 1962 محطة فارقة في حياة اليمنيين في شمال الوطن حينها، مع انطلاق ثورة 26 سبتمبر من العام ذاته والتي كتبت نهاية حكم الكهنوت وميلاد الجمهورية.. شاء القدر أن يكون ذلك التاريخ هو أيضاً ميلاد لطفل يمني اسمه أمين الوائلي.

في ثنايا محافظة ذمار عاش الطفل “أمين” في حضن أسرة متواضعة وتشرب الكبرياء والشجاعة منذ نعومة أضافره وما إن اجتاز لمراحل الدراسة الابتدائية والأساسية والثانوية التحق الكلية الحربية بصنعاء ليتخرج منها في العام 1984م بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية تخصص سلاح مدفعية.

أكمل الرجل دراسته العليا في العراق في مجاله العسكري ونال منه درجة الماجستير وذلك في العام 1999م ليعود إلى العرين مثله مثل الضباط المؤهلين، ممن كان لهم دور بارز في الرُقي بالمؤسسة العسكرية في اليمن، حيث كانت بدايته في قوات الحرس الجمهوري بصنعاء متنقلاً بمناصب عدة.

وبينما كان ضمن قوات الحرس الجمهوري شغل الرجل فيها قائد فصيلة دروع ثم كتيبة دروع ثم كتيبة مدفعية ثم أركان حرب اللواء السابع ثم أركان حرب اللواء 14 ثم نائب القائد لشؤون التدريب بمدرسة الحرس الجمهوري ثم نائب القائد للشؤون الإدارية ثم ركن ثاني لعمليات محور الحديدة.

ثم انتقل أمين الوائلي إلى قوات الفرقة الأولى مدرع، ليشغل فيها ركن تدريب ومن ثم رئيس عمليات المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، ثم عمل مساعد مدير دائرة العمليات الحربية بوزارة الدفاع اليمنية، ثم أركان حرب المنطقة العسكرية الثالثة.

ومع اندلاع المواجهات العسكرية في صعدة بين الجيش ومليشيات الحوثي كان لـ “أمين الوائلي” دور بارز، حيث كان قائد المعسكر الصيفي بصعدة ثم قائداً للواء 122 مشاة بالمحافظة ذاتها.

ومع انقلاب المليشيا الحوثية على الشرعية في 21سبتمبر 2014م، بدأ الوائلي فصولا جديدة، في الدفاع عن الجمهورية، وكانت مأرب قبلته العسكرية كما هو الحال لملايين اليمنيين فأسندت له تأسيس المنطقة العسكرية السادسة بعد أن تبددت بفعل الحرب فقادها لمرتين كانت الأولى بين عامي 2015-2018م وفي نوفمبر تشرين الثاني 2020 في المرة الثانية، فصال وجال في الصحارى والجبال فالقيادة لدى “الوائلي” بحسب رفقاء السلاح هي تقدم الصفوف والقتال بتفان، لأن العدو بحسب الرجل يسعى للانتقاص من كرامة اليمني نزولاً عند أوهام الماضي واملاءات إيران.

ما إن كُلف “أمين الوائلي” بإعادة تأسيس المنطقة العسكرية السادسة سارع إلى فتح باب التجنيد واستدعى المقاتلين حتى استقام عودها ودب فيها الروح ليؤسس بعدها بمعية القيادي بمقاومة الجوف “صالح الروسا” اللواء 101ومقاومة الجوف لتنطلق معها عملية تحرير الجوف في العام 2015م حيث أدار “الوائلي” المنطقة بكل اقتدار.

كأحد أعمدة معبد الشمس كان يقف الرجل في جنوده خطيبًا يذكرهم بقداسة المعركة ضد الكهنوت وإعادة تنظيف أدران البلاد من الانقلاب وفي وسط خيمة القيادة في صحراء الجوف كانت وثبة الرجل يتحدث فيها إلى قادته وجنوده لكن هذه الخيمة كانت مقر القيادة والمستشفى معاً، فيما كانت يمناه تُمسك البُندقية ويسراه تُمسك “دريب” مُغذية (جرعات علاج مرض السرطان) وحاول جاهداً النصر على السرطانين معًا.

بينما كان السرطان ينخر قواه كان الوائلي يحمل روحه على كفه وعلى قدره يمشي وهو يعلم أن الموت مصير حتمي لمرض السرطان، لكنه كان كخالد ابن الوليد يكفر بالموت على الفراش، وعلى مدى عشرين عاماً أو يزيد منه قليلاً قاتل الرجل المتمردين بشجاعة وإصرار لا يلين جسده المثخن بالجراح لا يكاد شبراً إلا وسكنته الرصاص والشظايا والجراح.

بخلاف مرضى السرطان لم يمت على فراش الموت، بل كانت النهاية المحمودة للضابط في الجيش اليمني اللواء الركن أمين الوائلي، في جبهة الكسارة غرب محافظة مأرب، وكتب له القدر أن يودع الوطن الذي أسقاه من دمه، ذهب إلى الله شامخًا لم ينحن للمرض كما لم ينحن للمليشيات.

"سبتمبر نت"

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر