رفض البنتاغون معالجته.. يمني من ضحايا الدرونز الأمريكية يضطر للتبرعات لإنقاذ حياته

[ عادل المنذري، يمني ضحية غارة بطائرة أمريكية مسيرة في اليمن عام 2018، يعاني من حروق وكسور وأضرار بالأعصاب ]

كان "عادل المنذري" يقود سيارته في قرية العقلة بمحافظة البيضا (وسط اليمن) مع أبناء عمومته، ذات يوم قبل أربع سنوات عندما تغيرت حياته إلى الأبد. 
 

حيث فجرت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار، السيارة التي كان "المنذري" يقودها، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أبناء عمومته على الفور وابن عمه الرابع بعد عدة أيام في مستشفى بالمنطقة، وقد نجا عادل لكنه أصيب بجروح أقعدته منها: حروق في ساقيه وذراعيه، كما أصيب وركه بأضرار، في السنوات التي تلت ذلك، أصبح غير قادر على مغادرة منزله. 
 

ووفق موقع «The Intercept» الأمريكي "حاليا أقدام عادل إسودت، مما جعله في خطر وشيك للإصابة بالغرغرينا وربما الموت". 
 

وكان عادل، مثل أبناء عمومته الأربعة، مدنيًا لم يرتبط بأي شكل من الأشكال بالجهود العسكرية في اليمن التي مزقتها الحرب، حيث تدعم الولايات المتحدة منذ إدارة باراك أوباما الجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية لكسب الحرب الأهلية في البلاد. 


الغارة الأمريكية بطائرة بدون طيار في 29 مارس 2018 والتي قتلت 4 مدنيين وإصابة عادل المنذري في البيضاء وسط اليمن 

 

على الرغم من الوضع المدني لعادل المنذري، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تتدخل لدعمه أو لدعم أسرته، على الرغم من حقيقة أن هجوم الطائرات بدون طيار الأمريكية مسؤول بشكل مباشر عن إصاباته، ووفقًا لصفحة GoFundMe، الخاصة بطلب الدعم المالي التي أنشأها ناشطان لمنظمة Ban Killer Drones المعنية بضحايا الدرونز، فقد أجبر عادل ابنتيه على ترك المدرسة لرعايته.
 

ولأن البنتاغون رفض الاعتراف بالهجوم الذي ترك عادل يصارع من أجل حياته، أو تخصيص أي من ملايين الدولارات التي خصصها الكونجرس للضحايا المدنيين في العمليات القتالية الأمريكية، فقد اضطر عادل إلى محاولة الحصول على تمويل جماعي لإجراء طبي طارئ يحتاجه في مصر. 
 

في أول 12 يومًا، حقق حساب GoFundMe "أو "امنحني تمويلا" هدفه المتمثل في جمع 10,000 دولار للعملية من 124 متبرعاً، وقد وسع الآن هدفها إلى 15000 دولار لتوفير رعاية ما بعد الجراحة للسيد عادل، حيث يجب أن يسافر إلى الخارج لإجراء العملية الغير متوفرة في اليمن. 


صورة عادل المنذري، الذي يعالج من حروق شديدة وكسر في الفخذ وأضرار بالغة في الأوتار والأعصاب 


وقالت جينيفر جيبسون، إحدى الناشطات في مجال حقوق الإنسان، لموقع The Intercept: "كان صاروخ "هيلفاير" الأمريكي هو الذي كلف عادل عائلته وصحته"، وأضافت بأنه "يجب أن تكون الولايات المتحدة هي التي تدفع مقابل العلاج لإنقاذ ساقيه، هذا ما تفعله الحكومات المسؤولة، إنهم يعترفون بأخطائهم". 
 

ليست قضية عادل هي القضية الوحيدة التي لم يتلق فيها ضحية مدنية لضربة أمريكية بطائرة بدون طيار المساعدة التي يُفترض أنها كانت مخصصة له، حيث أفادت منظمة CODEPINK غير الحكومية أن حوالي 40 مليون دولار مخصصة لضحايا العمليات الأمريكية الباكستانية ذهبت إلى منظمات غير حكومية مختلفة وليس الضحايا وعائلاتهم، وقالت وزارة الدفاع إنها لم تدفع أي مدفوعات للمدنيين الذين قتلوا في عام 2020.
 

وبحسب «The Intercept»، فإن هذا مجرد تفسير للخسائر المدنية التي تعترف بها الولايات المتحدة، حيث على الرغم من أن وزير الدفاع لويد أوستن قال إنه ملتزم بالشفافية والمساءلة فيما يتعلق بالخسائر في صفوف المدنيين، وأمر الجيش هذا الأسبوع بتحسين الطريقة التي يقيّم بها الأضرار التي لحقت بالمدنيين، إلا أن الولايات المتحدة قد قللت تاريخياً من عدد الإصابات والوفيات بين المدنيين الناجمة عن عملياتها العسكرية. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر