قحطان وحماية الإرادة اليمنية


عدنان العديني

في الأيام الأخيرة من عمر السياسة اليمنية وقبل تجريفها من داخل صنعاء كان قحطان مهجوس بمخاوف فشل المحاولة الأولى لإخراج السلطة من قبضة المركز العصبوي الذي تحكم بها منذ زمن ، ولعلكم تتذكرون موقفه الرافض عملية الاحتجاز للرئيس هادي وإعلانه الصمت حتى تحريره والحقيقة ان قحطان كان يحاول حماية الإرادة اليمنية التي عبرت عن نفسها لأول مرة باختيار رئيس من خارج التسلسل المهيمن عليها.

 

كان قحطان يتجاوز النظر التقييمي لشخص الرئيس وطبيعة إدارته الى النظر لعملية نقل السلطة التي تتم آنذاك خارج دوائر التحكم التاريخي وبعيدا عنها، وفي هذا لم يكن الرجل مناطقيا ولا يقبل ان يتحرك بخلفية جهوية فلقد كان يرى ان اليمن كلها ضحية لهذه الدوائر التي تحطم كل محركات الفعل الإيجابي وتقتل إمكانات الإنسان اليمني حتى في المنطقة التي تقع تحت أقدامها.

 

فتح الطريق إلى السلطة أمام كل اليمنيين كان هاجس قحطان والقضية التي شغلت باله حتى والرصاص تمطر المكان من حوله ومؤشرات موت السياسة تحاصره من كل الاتجاهات كالوباء سريع التوسع ، في هذا الوقت لم يكف قحطان عن مسعاه الوطني وضد القوى المحتكرة ، لقد تقدم بمقترح وضع العاصمة تحت حماية قوة وطنية تتشكل من كل محافظات البلاد وكل ذلك منعا لوقوع صنعاء من جديد في يد الفئة التي استخدمتها عاصمة ومركزا لغزو اليمنيين وأخرجتها من كونها عاصمة لليمن الى عاصمة ضدها.

 

بالعودة الى بداية المسعى السياسي لقحطان وفي الزمن التي عانت الحياة السياسية من الشتات والتمزق مثلها مثل بقية المجالات التي عانت من سياسة الإلحاق بالسلطة بعد ضرب عناصر الممانعة فيها ، في ذلك الوقت كان قحطان يشق طريق حزبه نحو اول مصالحة تاريخية بين قوى المعارضة اليمنية ويساهم بفعالية في التمهيد لظهور التكتل الذي سيُصبِح الأكثر تأثيرا في الحياة العامة والصنعية السياسية اليمنية الخالصة بعد أزمنة من تجريب السلع السياسية الوافدة من خلف الحدود ولاحقا سوف يتمكن هذا التكتل من انتزاع ساحة المعارضة من هيمنة صالح الذي كان والى ذلك الحين اللاعب الأبرز والوحيد تقريبا في ساحتي السلطة والمعارضة معا.

 

 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر