بدأ التمرد الحوثي في 2004، والحراك الانفصالي، في 2007، وظل المشروعان متخادمين، يعزز أحدهما الآخر، ويدعم أحدهما الآخر، واستمر التعاون والتآزر والتخادم العلني، في الإضرار بالدولة اليمنية وتقويضها،  حتى غزو عدن في 2015.
 
وعلى إثر غزو عدن جاء تدخل التحالف العربي.
 
والملفت، أن غزو صنعاء من قبل الحوثيين في سبتمبر 2014، لم يحرك ساكناً عند كثير من الجهات والدول؛  ونتذكر موقف المبعوث الأممي جمال بن عمر الميسر لاتفاق السلم والشراكة بعد الغزو الحوثي، وهدوء السفارات، خاصة ذات الأهمية ومن يفترض أنها مهتمة باليمن كثيرا!
 
مثل هذه المفارقات  تبقى أسئلة للتاريخ. ومع ذلك، فإن الكثير من المواقف، والأدوار صارت واضحة وجلية، وهي تتضح الآن أكثر! 
 
لكن المفارقة التاريخية، هو اتفاق السلم والشراكة، مع مليشيات الغزاة.. مثلما يجري الآن، ومنذ فترة، من ترتيبات واتفاقات مع الانفصاليين برعاية التحالف، تصب في النهاية في مصلحة الانفصاليين. وفي كلا الحالين، يعزز هذه المفارقات، وجود نخبة سياسية "تمشي حالها" وتنفذ ما لا يقبل وما لا يُعقل.
 
وتبقى حكاية العليمي من أخطر الحكايات. وإذا لم تتوقف، فستكون أم الكوارث.
 
استبشر الانفصاليون بزحف الحوثيين نحو صنعاء، واحتلالهم لها، كما كان الحوثيون مستبشرين بظهور الحراك الانفصالي، في 2007، وتطوراته، وتداعياته.
 
في يونيو 2014 كتبت في صفحتي في الفيسبوك؛ عن مثلث الشر المحدق باليمن، المتمثل في الانفصاليين والحوثيين، والقاعدة.
 
غضب الحراكيون حينذاك، كالعادة، ولكنهم كانوا أقل شتماً وسباباً وافتراءً مع من يختلف معهم، عما صاروا عليه بعد ذلك، والان! وإذا ساورتهم الظنون بأن السباب والشتم والافتراءات، ستحد من دفاع  أحرار اليمن  عن بلادهم، فذلك وهم كبير.
 
ويظل الإرهاب القاعدي، ونظائره، شراً مؤكدا حتى يتم القضاء عليه. ويمكن القضاء عليه، بتضافر الجهود المحلية والدولية.
 
أما خطر الحوثيين، والإنفصاليين، على اليمن، فالتعاون الإقليمي والدولي ، في مواجهتهما  غير ملموس، على الرغم من انخراط التحالف العربي في  المعركة، وعلى الرغم من الحرب الطويلة المدمرة. والواضح الأكيد هو أن التدخل العربي، عزز من قوة الحوثيين والانفصاليين، بل إن الانفصاليين يتلقون رعاية ودعماً مباشراً من اطراف في التحالف؛ وبتوقف التحرير على حدود التشطير السابقة، تتضح  الأهداف والمرامي؛ وربما كانت التجزئة، هي الخطة، أو الهدف "ب" وهناك من يراها المحرك الأساس، في ضوء  تتالي التطورات السلبية التي تخدم التجزئة والتقسيم.
 
وهنا يكمن تعاظم الخطر.. وهنا أيضاً تكمن مسؤولية أحرار اليمن، وما أكثرهم، ولو أن كثيراً منهم ما يزالون يلوذون بالصمت!
 
وما يزال البعض مستمراً في التقليل من خطر المشروع الانفصالي، باعتباره خطراً ثانوياً مقارنة بالحوثية، كما يزعم ذلك البعض ويتوهمون، وقد يفعل بعضهم  ذلك عن طيبة وسذاجة وقصر نظر، أما الذين يفعلون ذلك بحماس وتمادٍ، فإنهم يفعلون ذلك بمقابل للأسف، قل أو كثر.
 
ويفترض أن لا مقابل يجزي عن مجاراة مشاريع تجزئة الوطن، مهما كانت الحاجات، والظروف، والإغراءات.
 
ما زلت أتذكر صورة لقاء السيد البيض، بقيادة حزب الحق، في عدن، قبيل حرب 1994؛ الذي حضره أحمد الشامي، وابراهيم الوزير، وحسين الحوثي، وآخرون، وقد أثار ذلك اللقاء  تشاؤماً أثبتت الأيام صحته، للأسف.
 
ودائما أقول: إن خطر الانفصاليين على اليمن، لا يقل عن خطر الحوثي الكبير جدا، إن لم يزد مع الزمن، خصوصا بالنظر إلى الدعم غير المحدود الذي يتلقاه مشروع الانفصاليين، من أشقاء عرب!
 
 نعم من أشقاء عرب!

*من صفحة الكاتب على تويتر

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر