مرصد حقوقي دولي يدعو إلى إنهاء حصار تعز "فوراً" كأولوية إنسانية ملحّة

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، الخميس، الأطراف ذات العلاقة بالنزاع في اليمن إلى العمل على نحو جاد وسريع لإنهاء حصار مدينة تعز، واتخاذ جميع الخطوات الممكنة للحد من معاناة ملايين اليمنيين الذين يعيشون هناك.
 
وقال في بيان صحافي، "إنّ الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان في تعز تحتّم على أطراف النزاع والأمم المتحدة إيلاء قضية فك حصار المدينة أهمية قصوى في التفاهمات الجارية، وخصوصًا في ظل الهدنة القائمة، وتطبيق بعض بنودها كوقف العمليات العسكرية، وتسيير أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي بعد نحو 6 سنوات من التوقف".
 
وعبّر المرصد الأورومتوسطي عن أمله في أن تسهم المحادثات المباشرة التي بدأت مساء أمس الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان بين وفدي الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في فتح الطرق والمعابر في تعز وبقية المناطق، وتمكين السكان من ممارسة حقهم في حرية الحركة والتنقل.
 
وشدّد على ضرورة التوافق على تمديد الهدنة الجارية (...)، لإفساح المجال أمام تطبيق مزيد من الخطوات التي نصّ عليها اتفاق الهدنة، والتي من شأنها أن تُسهم في خفض التصعيد، وتخفّف من حدة الأزمة الإنسانية التي تعاني منها البلاد بسبب النزاع.
 
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ جماعة الحوثي التي تسيطر منذ 2015 على معظم المنافذ الحيوية لمدينة تعز، وتواصل إغلاق طراق الإمداد وتعيق تدفق المساعدات الإنسانية إلى السكّان المحاصرين، إضافة إلى تقييد حركة تنقّل السكان ودفعهم إلى اتخاذ طرق بعيدة ووعرة وخطيرة تسببت بوفاة العشرات منهم في حوادث منفصلة خلال السنوات الماضية.
 
ولفت إلى أنّ عمليات القصف والقنص التي نفذتها جماعة الحوثي بوتيرة متفاوتة خلال الأعوام السبعة الماضية أدّت إلى مقتل مئات المدنيين وجرح الآلاف، إذ وثّق تقرير حقوقي مقتل 365 مدنيًا نتيجة عمليات القنص التي نفذها مسلحو الجماعة في المدينة في المدة بين 2015 وحتى نهاية 2020.
 
وبيّن أن حصار المدينة تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية على مختلف الأصعدة، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير نتيجة ارتفاع تكاليف النقل لطول وخطورة الطرق، إضافة إلى نقص المياه الصالحة للشرب، وضعف مستوى الخدمات الطبية المقدمة للسكان وصعوبة الحصول عليها، وخصوصًا لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يسكنون في ريف المدينة ويضطرون إلى قطع مسافات طويلة عبر طرق خطيرة للوصول إلى المدينة والحصول على العلاج.
 
ونقل البيان عن مدير العمليات في المرصد الأورومتوسطي "أنس جرجاوي" القول: "رغم الأزمة الإنسانية المروّعة التي سبّبها حصار تعز لملايين السكّان، إلّا أنّ التحرك لإنهاء هذه المأساة بقي محدودًا إلى حد كبير، إذ لم يلمس السكّان المحاصرون أي انعكاسات إيجابية للهدنة المُعلنة، ولا بوادر حتى الآن للتخفيف من الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على المدينة".
 
وأضاف أنّ "مبادرة الأمم المتحدة ورعايتها للهدنة القائمة تستدعي منها التدخل لدى الأطراف المختلفة لتنفيذ جميع بنودها، وفي مقدمتها فتح الطرق في تعز، والسماح بحرية الحركة والتنقل وتدفق الإمدادات الإنسانية".
 
وينص البند الرابع من اتفاق الهدنة على أنّه "فور دخول الهدنة حيز التنفيذ، سوف يدعو المبعوث الخاص الأطراف إلى اجتماع للاتفاق على فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات لتيسير حركة المدنيين من رجال ونساء وأطفال وتنقلاتهم بالاستفادة من الجو الذي تهيئه الهدنة".
 
ومطلع أبريل الماضي أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة إنسانية لمدة شهرين قابلة للتمديد، تشمل تسهيل دخول سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين تجاريتين أسبوعيا من وإلى مطار صنعاء، وفتح الطرق في محافظة تعز وغيرها من المحافظات.


وكان يفترض أن تفتح طرقات تعز المحاصرة منذ ثمان سنوات، بشكل متزامن مع فتح مطار صنعاء، غير أن مليشيات الحوثي رفضت وماطلت في تسمية ممثليها في اجتماع عمان كما نص اتفاق الهدنة أكثر من شهر ونصف.
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر